النَّاسُ وكَبْشُ العِيد
الناس فـي هذي الحيا صِنفان:
عالي المكــان، وفاقد الإمكانِ
أمَّا الذي استغنى وزاد ثراؤه
فتراه فــــي بَحْبُوحَةٍ وأمان
لا تعتريه مـدى الزمان نوازلُ
مَحْمُومَةُ الأسعـــار والأثمان
أيامه عيــد بــدون تَرَقُّبٍ،
واللحم مُـــزْدَرَدٌ بلا حسبان
أمَّا الذي قَهَـرَ الزمان جهودَه
وعَتَـتْ عليـه مَطَالبُ الولدان
فالعيـد يُرهـقـه بِطَلْعَةِ كَبْشِهِ
وغلاؤه يَـكـويــه بالنيران
مِنْ أين يبدأ والمصارف كُثْرَةٌ؟
والدخلُ مَـحدود، ومـنه يعاني
بمؤونة أو كسـوة لـعــياله
أو صحة منهــــارة البنيان
بعض المآرب قد يُؤَخَّرُ دورُها
صْبرا، وتأتي في المحل الثاني
أمَّـا شِرَاءُ الكبش –عند جماعة-
فَمُنَفَذٌ حَتْمًا، و دون هـــوان
حتى ولـو بيع الأثاثُ جميعه
بمزاده العلـنـي في الـنقصان
واعْجَبْ فإنْ تَعْجَبْ لِقَوم بادروا
بشراء كبش وزنه كبـشــان
أو يشترون بكُلـفـة مَرموقة
حتى يقال: فــلان وابن فلان
يَتخيرون بلهــفـة وشطارة
كبشا سميـنـا سيد القطعان
قرناه معقــوفان رابع دورة
لا كبش مِثْلُـهُ لاح للعيان
صَعَدُوا بـه سطحا فزاد ثُغاؤه
وكأنَّمـا بُــوقٌ على الجيران
أُضْحية الإســلام نِعْمَةُ ربنا
وجزاؤها الإحســان بالاحسان
وَجَبَ اقتناؤهــا بدون تكلف
يدني من الإعسار والشـــنآن
كل على قَـدْرِ استطاعة دخله
فالعيـب في التقتير و الخسران
والله يسر للعباد حــيــاتهم
فلينعـمـوا من فضله الرباني
|